فيلم 'فريدا': عندما يتحدى الأطفال التفرقة والتمييز بين الجنسين
من السهل سماع شعارات الحقوقيين وأعضاء منظمات المجتمع المدني والجمعيات النسائية ترفع يوميا حول المساواة بين الجنسين ومفهوم الجندرة ونبذ التفرقة بين الرجل والمرأة وتنظم المسيرات والوقفات الاحتجاجية ولكن من الصعب تربية جيل من الأطفال على هذه الحقوق والحريات وترسيخ مبدأ المساواة بين الجنسين منذ نعومة أظافرهم وعلى من الأصعب تطويع الأطفال ليكونوا هم المدافعين عن هذه القضية بأناملهم الصغيرة وببراءتهم الطفولية .
هذا التحدي لم يكن مستحيلا على مخرج الفيلم التونسي "فريدا " محمد بوحجر ليختار تحدي أن يكون أبطال فيلمه الأساسين من جيل أطفال المستقبل في تونس لتجسيد ذلك الصراع المجتمعي للتفرقة بين الذكر والأنثى وما شاع بعد الثورة ويشاع إلى اليوم من محاولات لترسيخ ثقافة غريبة عن مجتمعنا التونسي وأفكار متطرفة تفرض لبس الحجاب على البنات في سن المدرسة وفصلهم على الشبان في مقاعد الدراسة متحملين في ذلك أفكار أبنائهم وتوجهاتهم الإيديولوجية .
الفيلم الروائي القصير "فريدا" جسد في مدة 21 دقيقة وخلال عرضه أمس الثلاثاء بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة معاناة المعلمة 'فريدا' (الممثلة صباح بوزويتة) تؤمن بالمساواة بين الفتيات والفتيان ووجدت نفسها يومًا ضحية ضغوطات تهدف إلى استبعادها عن العمل وتصل حد تكفيرها واتهامها بالإلحاد ويضاف على صراعها المجتمعي وعدها لإحدى تلميذاتها بالوقوف إلى جانبها وإنقاذها من براثن التطرف الأبوي ومواجهة مؤامرة يتورط فيها زملاءها وأولياء بقية التلاميذ والمؤسسة إما بالتحريض أو التواطؤ أو الصمت...
وصرح أحمد أحد أبطال الفيلم من الأطفال لموزاييك أنه يشعر بالتفاهة عندما يطلب منه الجلوس بعيدا عن زميلته في الدراسة أو غيرها من الفتيات مؤكدا أنه يؤمن ويفهم معنى قضية الدفاع عن المساواة بين الجنسين ويمكنه حتى توضيح هذه القضية لوالديه.
من جانبه قال الممثل سليم الصنهاجي المشارك في الفيلم أن قضية العمل مستهلكة لأن الزاوية التي اختارها مخرج الفيلم محمد بوحجر طريفة ومميزة في اعتماده على الأطفال والدمية كمخاطب وبطل من أبطال الفيلم واصفا الفيلم بالحساس والذي يتمنى أن يتم عرضه للأطفال في المدارس للتحسيس بهذه القضية.
وفي سياق متصل، اعتبر عدد من الجمهور أن رسالة الأطفال بضرورة عدم التفرقة بين الرجل والمرأة كانت سريعة وسلسلة معتبرة أن التوعية بذلك لدى الأجيال القادمة مهمة جدا وخاصة باعتماد السينما كآلية بعيدا عن ومضات تحسيسية جافة في بعض الأحيان.
من جانبه قال احد أبطال فيلم فريدا الممثل كمال التواتي أن كاتب السيناريو أراد استنطاق الأطفال لجعلهم أبطالا يتجاوزون أعمارهم والزمن الحالي الذي راجت فيه قضية التمييز بين الجنسين ولازالت متواصلة. واعتبر أن تربية جيل كامل على المساواة مهمة صعبة.
ويذكر أن الفيلم انتهى من المونتاج ليشارك مباشرة في مهرجان قرطاج السينمائي من إنتاج السينمائي والمنتج لطفي العيوني وتمثيل كمال تواتي وصباح بوزيتة ووليد بن عياد وثرية بوغانمي والأطفال احمد وفرح وزينب.
تغطية:هناء السلطاني
فيديو ومونتاج:هيثم الشريف